الاخوات والاخوة الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كان فى الماضى اذا زاد سن البنت عن 20 عام او اكثر قليلا قالوا هذة البنت عانس ...لكن الآن ومع انتشار التعليم الجامعى وما بعد الجامعى(الاكاديمى)
ارتفع سن العنوسة الى سن 30عام او اقل قليلا...هذا بالنسبة للبنات ولكن العنوسة ليست حكرا على البنات فقط...فهى ايضا موجودة بين السيدات
فالمطلقة او الارملة منذ عدة سنوات ولم تتمكن من الحصول على فرصة
للزواج هى عانس ايضا...وايضا العنوسة موجودة بين الرجال وبنفس
الحالات السابقة وان كان الرجل يملك مبادرة الزواج ...فالرجل الذى تعدى
سن الزواج المتعارف عليه والمطلق والارمل الذين لم ينالوا فرصة للزواج
هم عوانس(هناك اسباب كثير يمكن ان تمنع الرجل من الزواج--اسباب خارجة
عن ارادته)ولايوجد فرق بين حالات العنوسة بين الرجال والنساء..فالحالات
متشابهه ومتطابقه الى حد كبير.
فالعنوسة هى عدم حصول الانسان على حقه فى الاستمتاع بالجنس الاخر
(ولااقصد هنا الاستمتاع الجنسى فقط...فهذا ياتى فى المرتبة الاخيرة)فى
اطار شرعى وعائلى وفى مزيج من الحب والمودة والرحمة وحصوله على
الاستقرار العاطفى والنفسى من خلال علاقة شرعية معترف بها من المجتمع
والناس(وليس زواج عرفى او زواج فى السر او غير ذلك).
وللعنوسة اسباب كثيرة منها واهمها الكثرة الطبيعية فى عدد الاناث عن عدد الذكور...والحروب التى تحصد ارواح عدد كبير من الرجال ...وكذلك الاوبئة المرضية التى يكون فيها عدد وفيات الرجال اكثر من الاناث بحكم خروج الرجال كثيرا للعمل وخلافه واختلاطهم بكثير من البشر خارج محيط الاسرة
مما يعرضهم لخطر العدوى اكثر من النساء واغلبهن بلا عمل.
اجمع كل هذة الاسباب واضاف اليها زواج قليل من الرجال بنساء اجنبيات
...ستجد ان الناتج يدلل على ان عدد الاناث يفوق عدد الذكور بنسبة ليس بسيطة
..وبالاضافة الى ما سبق هناك ما يجعل الزواج صعب فى وطننا العربى مثل المغلاة فى المهور وكثرة متطلبات الزواج وعدم امتلك الكثير من الشباب الماديات اللازمة للزواج.
والعنوسة مشكلة عربية خالصة وحلها ليس صعب...فعلى المدى القريب يمكن
للحكومات ان تمنح الشباب المقبل على الزواج قروض حسنة وميسرة السداد
تساعدهم على اتمام الزواج...والسماح بتعدد الزوجات بدون قيد الو شرط (فى
الدول التى تمنع ذلك)مع عدم السماح بهدم كيان الاسرة الاولى اى عدم الحكم
بطلاق الزوجة الاولى فى حالة لجوئها الى القضاء..وايضا تشجيع بعض انواع
الزواج الغير مكلف مثل زواج المسيار وغيرة.
وهناك حلول على المدى الطويل منها القضاء على البطالة بين الشباب حتى يتمكن من ادخارالمال اللازم للزواج ...وايضا العمل على تغير الثقافة الزوجية
فى المجتمع العربى ..لان الزوجة العربية تعتبر الزوج ملكا خاصا لها ولا تسمح له بالزواج الا فى حالات نادرة..وان حدث وتزوج بدون رغبتها تكون
هناك مشكلات لاحصر لها...فيجب علينا جمعيا ان نعمل على تغير فكر الزوجة العربية(وهذا اصعب ما فى الموضوع)حكومات وافراد ومجتمع مدنى..يجب ان تقتنع الزوجة ان هناك اخوات لها فى حاجة الى الزواج والاستقرارمثلها
ولابد لها ان تتقبل زواج زوجها من ثانية او ثالثة عن طيب خاطروبنفس راضية مادام الزوج قادر على ذلك صحيا ونفسيا وماديا ..وطبعا انا اعرف ان ذلك صعب ولكنه ليس مستحيل فهناك مثل يقول (اشوف زوجى فى مقبرة ولا اشوفه فى حضن مرة) هذة نفسية الزوجة العربية ...تفضل لزوجها الموت على زواجه من اخرى فيجب علينا ان نتكتف جمعيا لتغير فكر الزوجه العربية وللاعلام بكل وسائله دور كبير فى ذلك ..والدعاه ..وجمعيات المجتمع المدنى ..والافراد.
ويجب على الاباء عدم المغلاة فى المهور لان المهر الكبير ليس امان للزوجة
بل الامان هو الزوج المؤمن الذى يخاف الله..انه اذا احبها اكرمها ..وان بغضها
لم يظلمها..وفى عهد الاسلام الاول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوج بعض فقراء المسلمين بحفظ الزوج بعض ايات من القران الكريم كمهر للزوجة واحيانا كان المهر عدة تمرات فالمهم هو حسن اخلاق الزوج والتزامه بتعاليم الدين الاسلامى ولو اتبعنا جمعيا تعاليم الاسلام لاانتهت كل مشاكلنا انشاءالله.
واخيرا ايها الاخوات والاخوان..لايشعر بالنار الا القابض عليها..فساعدوا
اخوات لكم فى الاسلام بطرحكم افكار لحل المشكلة المؤلمة لهن نفسيا واجتماعيا ..فارجو من الجميع شباب وبنات ان يتفاعلوا مع المشكلة.
وجزاكم الله خيرا انشاءالله
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جيمى الطيب