فى احدى المملكات القديمة خرج الملك ومعه وزيره الى المملكة ليلا..فوجد الشوارع فى ظلام دامس فقال للوزير..لماذا الشوارع ظلام ؟؟
فقال الوزير...لا توجد مخصصات للانارة يا جلالة الملك.
فقال الملك..كم تتكلف انارة الشوارع؟؟
قال الوزير...عشرون الف دينار.
قال الملك..غدا تصرف من خزينة المملكة عشرون الف دينار..وبعد اسبوع من الآن يجب ان ارى شوارع المملكة منيرة...هذا والا...وظهرت على وجه الملك تكشيرة تدل على غضبه الجم..بينما ظهرت على وجه الوزير ابتسامة تدل على فرحه وسروره..ولا احد يدرى لماذا هذا الموقف المتباين بين الوزير والملك؟
وفى اليوم التالى اجتمع الوزير برؤساء المدن الاربعة فى المملكة واعطى كلا منهم الفان وخمسمائة دينار وطلب منهم انارة مدنهم بهذا المبلغ ومن لايفعل سوف يكون مصيره الاقاله ..واخذ لنفسه العشرة الاف دينار الباقية...(هل عرفت يااخى سر ابتسامة الوزير ؟)
وفى اليوم التالى اعطى رئيس كل مدينة قائد الشرطة لديه مبلغ الف دينار وطلب منه انارة المدينة بهذا المبلغ..ومن لا يفعل سوف يكون مصيره الاقاله..واخذ لنفسه الف وخمسمائة دينار..واخذ كل قائد شرطة لنفسه الاف دينار وطلب من رجاله الشرطيون ان يمروا على كل منزل ويطلبوا صاحبه بان يضع على باب المنزل الخارجى مصباح ينيره ليلا...ومن لايفعل ذلك سوف يكون مصيره الاعتقال والسجن..خاف كل مواطن من السجن والاعتقال..وخاف من رجال الشرطة وقائدهم وايضا خافوا من الوزير والملك ونفذ كلا منهم الامر ووضع على باب منزله مصباح ينير ليلا.
خرج الملك بعد خمسة ايام الى شرفة القصر ومعه وزيره ..فوجد المملكة كلها
مضيئة وكأنه لؤلؤة تسبح فى بحر الظلمات.
شكرك الملك الوزير النشيط الذى انهى المهمة قبل الموعد المحدد لها وامر بصرف مكافاه له جزى همته ونشاطه.
ترى يااخوان..من المخطئ..الشعب الذى ارتضى بالظلم وخاف من الشرطة وقائدها...وخاف من الملك والوزير ايضا....اما الملك الذى لم يحسن اختيار معاونيه ولم يتحرى الحقيقة؟؟
فى انتظار اراءكم... ولكم تحياتى
جيمى الطيب
11-1-2009
الإثنين يناير 12, 2009 12:50 am